الــــــــروان نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وبة نستعين !!

اذهب الى الأسفل

وبة نستعين !! Empty وبة نستعين !!

مُساهمة من طرف مريم احمد السبت يوليو 25 2009, 19:04

إخواني و أخواتي السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسأل الله تعالى أن يجعل هذا البيت لنا نعمة, و أن لا يكون علينا نقمة, و أن يعطينا من الخير كلّه ما علمنا منه و ما لم نعلم, و إن يعافينا من الشرّ كلّه علمنا منه و ما لم نعلم.
لعلّ أكبر مشكلة يعاني منها النّاس اليوم, و بخاصّة الشّباب, و بصورة أخصّ الطلبة المنتهين من الدّراسة و المقبلين على العطلة الصيفية هو الفراغ, الّذي هو في حقيقة الأمر نعمة عظيمة تستحقّ التقدير و الاستثمار لو نحن أحسنّا استغلاله, فهو فرصة لتجديد النشاط و التروي ح عن النفس و شحذ الهمم, و قد حذّرنا النبيّ عليه الصّلاة و السّلام من هدر وقت الفراغ و عدم تقدير نعمته فقال:" نعمتان مغبون فيهما كثير من النّاس الصّحة و الفراغ ", و لكن الكثير من الشّباب و للأسف الشّديد لا يقدّر هاته النّعمة, و لا يعطيها قيمتها الحقيقية, و لا يستفيد منها, فتجده يضيّع أغلى ما يملك في حياته و هو وقته في أشياء تافهة لا هي نافعة له في دنياه و لا في آخرته, نتيجة جهله بخطورة ذلك على حياته, يقول العلامة ابن القيم رحمة الله عليه:" إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأنَّ إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها ".

أليس عجيبا أن نسمع من يقول أنّه يريد قتل الوقت بلعب الورق أو بالدردشة على الانترنت أو بالكلام في أعراض الناس أو نحو ذلك؟!
هل الوقت عدوّ يقاتل؟!..و هل النجاح في الحياة يكون بأن نقتل الوقت في أي شيء تافه؟!
أليس من الأجدر أن نصادق الوقت بدل أن نقاتله؟!..أليس من الغباء أن نعادي أحقّ شيء بصداقتنا؟!
كان الحسن البصري رحمة الله عليه يقول في اغتنام هذه النعمة:
"ما من يوم ينشقّ فجره إلاّ ناد مناد من قبل الحق: يا ابن آدم أنا خلق جديد و على عملك شهيد فتزوّد منّي بعمل صالح فإنّي لا أعود".
و من بين صور ضياع الوقت
* خلو اليد من عمل نافع للدين أو الدنيا
* الانشغال بما نفعه قليل على حساب ما نفعه كبير
* الانشغال بغير واجب الوقت المطلوب في الحال
* إعطاء بعض الأعمال أكثر من وقتها المستحق

و أنا آثرت الحديث عن قضية الفراغ و حسن استغلاله لأنّنا مازلنا في بداية العطلة الصيفيّة فأحببت أن أبيّن لإخواني الشّباب الكثير من الأشياء المهمّة, سائلا المولى تبارك و تعالى أن يرزقنا التوفيق في إيصال فكرتنا و الإخلاص في القول و العمل, وأن يرزقكم الاستفادة مما جاء في هاته الصفحات.
إخوتنا ليسأل كل واحد منّا نفسه, كم صيف مضى و فات و لم نستفيد منه فرحل عنّا و كان شاهدا علينا, تسعون يوما يمكن للشاب أن يصبح فيها بطلا و أن يغيّر من نفسه من الحسن إلى الأحسن, أو يكون خائبا و لا يُنضر فيها لحاله. و اعلم أخي أنّك محاسب أمام الله يوم القيامة عن هاته النّعمة - نعمة الفراغ– هل شكرت الله تعالى عليها أم لا, و شُكر النّعمة يكون بتوظيفها في مرضات الله, فشُكر نعمة البصر مثلا يكون بعدم النظر إلى الحرام و يحدث هذا كثيرا في الشوارع و الأسواق, و في المنازل أمام شاشات التلفاز و حتّى في المدارس, و شُكر نعمة السمع أيضا يكون بعدم سماع الحرام كالغناء و ما شابهه من الكلام البذيء المُخل بالحياء, و شُكر نعمة النطق يكون بعدم استعمال اللسان في الكلام الفاحش كالغيبة و النميمة و السبّ و الشتم ولا يكتفي الشّاب بذلك بل عليه تجنب المجالس الّتي فيها مثل هذا الكلام و الابتعاد عنها لأن بسماع هذا الكلام و السكوت عليه
و عدم النهي عنه يؤثم الإنسان فالساكت عن الحق شيطان أخرص.
ثمّ اسمع قول الحبيب المصطفى عليه الصّلاة والسّلام وهو يتكلم عن قضية الوقت فيقول: " لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتّى يُسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه, و عن شبابه فيما أبلاه, و عن علمه ماذا عمل به, و عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ". ففي هذا الحديث أشار النبيّ عليه الصّلاة و السّلام إلى قيمة الشّباب, لأنها مرحلة القوة و العطاء, فهي كما عبّر عنها القرآن مرحلة القوة بين ضعفين يقول تعالى:﴿الله خلقكم من ضعف ثمّ جعل من بعد ضعف قوة ثمّ جعل من بعد قوة ضعفا و شيبة....﴾, فيجب علينا استغلالها فيما ينفعنا في ديننا و دنيانا و آخر تنا و ليكن شعارنا في ذلك قول النبيّ عليه الصّلاة و السّلام:"اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك و صحّتك قبل سقمك و غناك قبل فقرك و فراغك قبل شغلك و حياتك قبل موتك".
و في القصص القرآني و سيرة السلف الصالح الكثير من أحداث الإصلاح و التّغيير الّتي أبطالها شباب, فهذه قصة أصحاب الكهف ﴿ إنّهم فتية آمنوا بربهم ﴾, و هذه قصة إبراهيم الخليل عليه السّلام
﴿ إنّا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ﴾. و قصة أصحاب الأخدود و الكل يعرف تفاصيلها, كان بطلها فتى, و هذا مصعب بن عمير رضي الله عنه يرسله النبيّ صلّى الله عليه و سلّم إلى المدينة للقيام بمهمة يعجز عن القيام بها ملايين البشر, و هي التمهيد لقيام أعظم دولة على وجه الأرض و هو لا يزال في ريعان الشّباب, و هذا أسامة بن زيد يقود جيشا فيه كبار الصحابة من أمثال أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عمره 16سنة وقيل 18سنة, و حتّى لا يقول أحدنا ذاك جيل فريد, فها هو محمد الفاتح ينجح في مهمة عجز عنها عثمان بن عفان رضي الله عنه و هي فتح القسطنطينية و عمره 25 سنة, و هاهم شباب غزة يواجهون رابع أقوى جيش في العالم صابرين صامدين محتسبين ذلك كلّه لوجه الله تعالى. أليس في هذا كلّه رسالة لنا نحن الشّباب كي نحسن استغلال هاته المرحلة في كل عمل من شأنه أن يقرّبنا إلى الله أكثر فنفوز في الدنيا و الآخرة.
إخواني الشّباب الفرصة مازالت أمامكم فهاهو الصيف مقبل عليكم أحسنوا استغلاله قبل انتهائه و اكتنزوا من خيراته و حسناته و فضائله قبل أن تنادوا بأعلى أصواتكم هل من ساعة ننفقها في خير, فمن يدري لعلّه آخر صيف في حياتكم.
ومن أهمّ الأشياء الّتي يستطيع الشاب القيام بها في هاته المرحلة من عمره هي:
* حفظ القرآن الكريم: ليس معنى هذا أن يحفظ لشاب القرآن كله في فصل الصيف فهو أمر شاق و لو استطاع ذلك فليفعل, و لكن يكتفي بالشيء اليسير و يداوم عليه, فأفضل الأعمال إلى الله تعالى أدومها و إن قلّ, و قليل دائم خير من كثير منقطع.
* حفظ الحديث النبوي الشريف: فيختار الشاب من الأحاديث ما هو مرتبط بمعاني و قيم و صفات يحتاجها في مرحلة الشّباب ليتربّى عليها.
* مطالعة بعض الكتب المفيدة ككتب التفسير و السيرة النبوية, و كتب الفكر و الأخلاق, و كتب قصص الصالحين لما في ذلك من فوائد عظيمة.
* العمل على تنمية المواهب و القد رات الشخصية بالممارسة الدائمة.
* المشاركة في التظاهرات الدينية و الثقافية و خاصة ما يتعلق منها بالقضايا الإسلامية كالقضية الفلسطينية, أو نصرة النبيّ صلّى الله عليه و سلّم, أو المعارض, و كل عمل من شأنه أن يزيد من وعي و ثقافة الفرد المسلم كالمشاركة في مثل هاته المسابقات التي نحن بصددها الآن.
* محاولة الالتحاق بالمدارس الخاصة المختصة في تعليم اللغات الأجنبية و الإعلام الآلي و التي يعاني من النقص فيهم كثير من الشّباب, في كثير من مناطق الدول العربية.
أشياء يجب تجنبها:
من أهم الأشياء الّتي أوصي الشّباب بتجنّبها خاصة في العطلة الصيفية.
* تجنب الجلوس في الطرقات و في الساحات العامة, الساعات الطوال من غير مصلحة لما في ذلك من ضياع للوقت و ذهابه دون فائدة.
* تجنب الإكثار من ألعاب التسلية الإلكترونية, و الألعاب الرياضية و الجلوس أمام شاشة التلفاز إلا بقدر ما يحتاج إليه الشاب للترويح عن النفس.
* تجنب الإكثار من الجلوس أمام الانترنت إلا إذا كان في ذلك فائدة علمية أو دينية أو ثقافية تزيد من ثقافة الشاب و وعيه.
* محاولة استبدال هذا كله بممارسة بعض الألعاب الرياضية المفيدة للجسم كالكاراتي و الجيدو و غيرها, و ممارسة كذلك الألعاب الفكرية الّتي تنشط ذاكرة الإنسان و تزيد من مستواه الفكري و الثقافي و رصيده اللغوي
* البحث عن الصحبة الصالحة الّتي تساعد الشاب على التّمسك بدينه, و خاصة في المخيمات التي لا يجب أن نجعلها للترفيه فقط, بل نجعل منها وسيلة للتربية و تقوية أواصر الأخوة و المحبة بيننا.
و أخيرا نسأل الله تعالى لنا و لكم جميعا التوفيق و السّداد في هذا الصيف كي نكتب عند الله من الذين أحسنوا استغلاله و اسّتفادوا من لياليه و أيامه
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مريم احمد
مريم احمد
المراقب العام
المراقب العام

انثى
عدد الرسائل : 301
تاريخ التسجيل : 28/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى